خرج منها جدي و أخوه قبيل الحرب العالمية الأولى وقد اغتال الطاعون أبويهما وأختهما الوحيدة وبعد أن جندتهما فرنسا لحرب عدوها .ولما لم يعد لهما قريب، استقرا في العاصمة بعد أن عادا شبه سالمين من قتال الدروز في الشام لكن الحنين للوطن والأرض جعل جدي يلبي نداء بني عمه للعودة إلى الديار و الأراضي التي تركها هو و أخوه في مقتبل العمر ،و رغم زواجه واستقراره في العاصمة و حصوله على عمل ثابت في أيام صعبة على الجزائريين الواقعين تحت نير المستخرب الغاشم إلاّ أنه قرر الرجوع لكن قرار القدر كان أنفذ وسبقه الأجل و هو في طريقه إلى مسقط رأسه بني وعزان فتوفي في خميس مليانة حيث دفن هناك و رجعت العائلة الصغيرة إلى العاصمة لتكمل مسيرة حياة بعيدا عن بني وعزان التي لا يظهر لها أثر و لا يسمع عنها خبر كأنها طويت مع النسيان كما طوى النسيان قبر جدي، حتى أنها لم تحسب كبلدية إنما دخلت في تقسيمات جديدة بأسماء جديدة و كأنّها خوت من أهلها وإذا ما سألت أي شلفي عن هذه المنطقة يجيبك بعد طول فكر أنها كانت فيما قبل والآن أصبحت مناطق نائية كمخلفات الحضارات البائدة
كنت اود أن أعرف بها وأقول فيها و بها لكن بني وعزان بقيت جملة ناقصة كما كانت رحلة جدي تماما