السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
الأستاذ محمد تقية مؤرخ جزائري بلا منازع، مع أني أعلم أن لديه كتابان منشوران فحسب، أحدهما حول جيش التحرير ;لم أره ولم أتصفحه، والثاني نشره ديوان المطبوعات الجزائرية تحت عنوانl'Algerie en guerre أي الجزائر في الحرب،ومعذرة على الترجمة غير الموفقة للعنوان. أتمنى أن يكون قد ترجم إلى العربية ليستفيد منه النشىء، أو أن يبادر أحد المتمكنين من اللغتين العربية والفرنسية من ذوي الاختصاص فينقله إلى لغتنا العربية. وأعتقدأني لن أكون مخطئا إذا اعتبرته مؤرخا حتى ولو ألف كتابه هذا الذي بين يدي فقط، لأنه أولا:عالج موضوع الثورة الجزائرية بأسلوب أكاديمي ، وثانيا أن صاحبه مجاهد عايش الأحداث وعاناها، فهو مجاهد ومثقف.
والكاتب محمد تقية من مواليد الشلف عام 1927م ويبدو أنه من بقعة التقاقرة القريبة من المطار. انتقل إلى فرنسا بطريقة ما لأسباب ما، وفور اندلاع ثورة التحرير انخرط في فدرالية فرنسا التابعة لجبهة التحرير الوطني. وعندما اشتدت المعركة عاد إلى الجزائر وعين مسؤولا للدعاية والاستعلامات في الولاية الرابعة. وخلال آدائه لواجبه أصيب بجروح خطيرة في أوت من عام 1961م، تم حينها إلقاء القبض عليه وزج به في معتقل "بوغار" الذي أسمع أنه قريب من البرواقية يولاية المدية. ونال نصيبة من التعذيب والمعاناة، إلى أن أطلق سراحة بموجب إتفاقية إيفيان في 18 مارس من عام 1962 م ، فالتحق بقيادة الولاية الرابعة التي رقته إلى ملازم lieutnant. واصل دراسته بعد الاستقلال ليقدم أطروحة الدراسات المعمقة عن جيش التحرير والتي نشرها في كتاب أشرت إليه سابقا. أما الكتاب الثاني فهو أطروحة دكتوراه ناقشها في فرنسا l'Algerie en guerre ; ونشرها ديوان المطبوعات الجزائرية بالعاصمة الجزائرية كما سبق. يهدي محمد تقية الكتاب "إلى ذكرى الذين ماتوا من أجل جزائر مستقلة، جزائر التقدم والعدالة الاجتماعية"
,A la mémoire de ceux qui sont mortspour un Algérie de libèrté
de progrès et de justice sociale . أترك التخيص والدراسة للمتخصصين ليقدموا الكتاب للقراء أو ليقدموا المزيد من المعلوما ت عن حياة المؤرخ الجزائري محمد تقية.
انتقل المجاهد والمؤرخ الجزائري وبن الشلف البار عام 1988م إلى جوار ربه، تغمده الله بواسع رحمته .
أرجو من شباننا وخاصة الشاب المتميز "الحسين الفضي" أن يعطوا مؤرخنا ومجاهدنا حقه من العناية والإهتمام.
مع تحيات عمكم محمد المجاجي نزيل العاصمة. والسلام.