تمر اليوم الذكرى الثامنة و العشرين للزلزال الذي ضرب منطقة الشلف في 10/10/1980 و أدى الى سقوط المئات من الضحايا و تدمير المساكن و المنشآت القاعدية و الحادثة نذكرنا بما وقع في منطقة غرداية مؤخرا هذه مقاطع شعرية للشاعر أبي الحسن علي بن صالح من قصيدة طويلة .
نكبة الزلزال بالأصنام
من دموعي على كارثة الأصنام بالزلزال الذي أصيبت به يوم الجمعة غرة ذي الحجة الحرام 1400ه الموافق ل 10أكتوبر 1980 سجلت هذه القصيدة فقلت :
أجرى الإله بحكمه الأقلاما
فرمى بسهم قضائه( الأصناما )
بلد عزيز في الجزائر ليته
ما كان يدعى بيننا( أصناما )
فلرب تسمية تواكب متعة
و لرب أخرى واكبت آلاما
ما كان من طبعي التشاؤم، إنما
أهوى من الأسماء ما يتسامى
قد هل( عيد النحر) أحمر قانيا
بدم الشهيد يزلزل الأقداما
فبفاتح من( حجة) في عام( غت )
قد نكست أرزاؤه الأعلاما
يوم العروبة زلزلت زلزالها
في لحظة أضحى البناء ركاما
من بعد ربع قرن عاد مجددا
فكأنه قد عدها أعواما
حم القضا فبهزة أرضية
صار إبتسام حياتنا أوهاما
فكأنها قد أخرجت أثقالها
و بدا بها وجه النهار ظلاما
و كأنما الإنسان يسأل ما لها
في حيرة يدعو السلام سلاما
و كأنما قد حدثت أخبارها
بفصيح قول :تنذر الأقواما
رب السماوات العلي أوحى لها
أمضى قضاء فنفذ الأحكاما
يا نكبة حلت تجر وراءها
آلاف قتلى :طفلة و غلاما
أما العجائز و الشيوخ فلا تسل
عن حصرهم، فالكل صار حطاما
كم خلف الأزواج من زوجاتهم
بعد الفراق أراملا و أيامى
كم خلف الآباء بعد رحيلهم
و الأمهات بلوعة أيتاما
كم من قرى راحت ضحية رجة
و قصورها باتت بها أكواما
لا يستطيع المرء وصف مصابهم
و لو أنه يستخدم( الأفلاما )
يا من يجود بماله و علاجه
إن المروءة قلدتك وساما
و الله يخلف ما تجود به يد
و يزيدها من فضله إنعاما
شكري لكل المنجدين، فإنهم
بالتضحيات إستوجبوا الإكراما
حزني على الأصنام عاد مجددا
و لهيبه في القلب زاد ضراما
العين تدمع خشية من غير أن
تنهار في ما قد يكون حراما
و القلب يخشع داميا، لكنه
لله فوض أمره استسلاما
نفسي أعزي قبل أي مواطن
أن العزاء يخفف الآلاما
لطفا بنا ،عونا لنا، يا ربنا
فالعون منك يزيدنا إقداما
حتى نجدد ما تهدم من بنا
و نعيد ثغر بلادنا بساما
و نشيد البنيان بعد سقوطه
بسموه سيطاول الأهراما
و نقيم للتدشين عيدا رائعا
حمد الإله به يكون ختاما .