السّلامُ عليكم؛
لا ضير عليك أخي الحُسين؛ وللهُ يشهدُ أنّني سُررت لمّا رأيتُ ذكر بعض أجدادي والأرض الطيِّبةَ للّتي نبَتوا عليها؛ فجزى للهُ السيِّد مدير الموقع والأعضاء الكرامِ خير الجزاءِ؛ لسنا ممّن يتغنّون بأنسابهم؛ و من رحمةِ للهِ أنّهُ حبّب أهل مجّاجةَ إلى عباده؛ فرفعهم النّاسُ بأخلاقهم قبل أنسابهم؛ أينما حلُّوا وارتحلوا؛ و قد قرأتُ مُذ زمن يسيرٍ؛ طراز الدِّيباجة في محاسِن مجّاجة؛ فتاللهِ صدق قائلُها؛ وقد رأيتُ ظواهرَهم خُلِّدت فيها؛ وأسألُ للهَ سُبحانهُ وتعالى أن يُديمَ صدقها في ذُرّيَّتِهم إلى أن يرث الأرض ومن عليها؛ وأن يهديَ من أخطأ طريق أجداده إلى سبيلهم؛ إذ لا كمال إلاّ للهِ؛ و الخطأ مكنونٌ في البشر.
وأدعو ربِّي أن يهديَ الظالمين عن علمٍ في حقِّها؛ فقد قرأتُ منذُ مدّةٍ؛ في موقع السّادة الأشراف؛ لعبدٍ من عباد لله؛ طعن في نسبهم و ذكرهم بأوصافٍ تخرُّ لها الجبالُ؛ وقد استغلّ عدمَ افتخار القومِ بأنسابِهم؛ فاليسمح لي الكِرامُ أنّني أجبتُهُ بقلّة المورد؛ فلستُ أعلمُ منها إلاّ النّسب؛ فقابلتُ ظُلمَهُ بفضل من للهِ؛ ليس بمنٍّ منّي؛ بقولهِ تعالى : {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) } سورة فصّلت.
فاللهُ يشهد أنّني قد سامحتُهُ؛ وأسألُ للهَ أن يُقيِّضَ لمجّاجّة من أبنائها ممّن خلّد إرث الإجداد؛ فيمُجَّ الباطل للّذي سلف الذِّكرُ بمصدره؛ فتزيلَ الشُّبهةُ بإذن للهِ من قلوب للّذين قرأُوه؛ وليعلمُ النّاسُ أنّ للهِ الأمرُ من قبلُ ومن بعدُ؛ وثقتُنا في بارِئنا؛ للّذي رحِمَنا كبيرةٌ؛
أخيراً؛ وإن كان الرّجُلُ يتبعُ نسب أبيه؛ فنسبي لمجّاجة من أمّي مفخرةً أعتزُّ بها؛ ولا شرفَ إلاّ باتباعِ رسولَ الهُدى؛ محمّدٌ؛ عليه الصّلاةُ و السّلامُ؛ إذ لا أنساب يوم الجزاءِ؛ إلاّ بمن فاز ببُشرى ربِّنا إذ قال : { وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ (21)} سورةُ الطّور.
معذرةً إخوتي على الإطالة.
السّلامُ عليكم.