الونشريسي
الدكتور عمار طالبي من علماء الجزائريين الأعلام و فقهائها البارزين في القرن التاسع الهجري أبو العباس أحمد بن يحيى الونشريسي التلمساني الذي نشأ في عصر تكالبت فيه الأعداء على سواحل الجزائر و خاصة وهران في الناحية الغربية من المغرب الأوسط .
إذ أن سنة وفاته و هي 914هـ (1508م)هي السنة التي استولى فيها الإسبان على مدينة وهران .
شيوخه :
من الأساتذة الذين أخذ عنهم العلوم الإسلامية أبو الفضل العقباني ت:854هـ و ابنه أبو سالم العقباني ت:880هـ و ابن مرزوق الكفيف ت:901هـ .
و نظرا لإضطراب الحياة السياسية و انتشار الإستبداد السياسي فإن السلطة السياسية في ذلك الحين ضايقته فنهبت داره في سنة 874هـ بمدينة تلمسان التي نشأ فيها و ما كان منه إلا أن إلتجأ الى مدينة فاس و أقام بها و انكب على تدريس المدونة. وكتب ابن الحاجب و كان متمكنا من الفقه المالكي مشتغلا به تعليما و تأليفا و فتيا. كما أنه اشتهر بالنحو و فصاحة اللسان و الكتابة.
تلاميذه :
من تلاميذه ابنه عبد الواحد ت: 955 هـ و أبو زكريا السنوسي و محمد بن عبد الجبار الونشريسي و محمد بن عيسى المقيلي ت:875ه .و من أبرز تلاميذه أيضا الفقيه القاضي محمد بن الغرديس التغلبي .و يذكر المؤرخون أن خزانة هذا الفقيه الأخير من تلاميذه كانت عظيمة من المؤلفات و أن الونشريسي استفاد منها كثيرا في تأليف كتبه و خاصة كتابه (المعيار)الذي هيأت له هذه المكتبة الفتاوى الخاصة بفقهاء فاس و فقهاء الأندلس. و يذكر الحفناوي أنه استفاد من نوازل البرزلي و المازوني فيما يتعلق بفتاوى إفريقية (تونس) و فتاوى فقهاء تلمسان كما يبدو ذلك لمن قارن كتابه هذا بهذه الكتب .
تآليفه :
من أهم تآليفه – المعيار المعرب من فتاوى علماء إفريقية و المغرب – في ست أسفار و قد طبع بفاس طبعة حجرية في 12 مجلدا. كما طبع في صورة محققة بدار الغرب الإسلامي بلبنان.
جمع في هذا الكتاب فتاوى و نوازل و نصوصا ذات أهمية بالغة في معرفة الحياة الإجتماعية و السياسية و العلمية و الإقتصادية في المغرب اأندلس ي عصورمختلفة .
و من تآليفه تعليق على ابن الحاجب القرعي في ثلاثة أسفار.
و منها كتاب – القواعد- في الفقه المالكي و كتاب – الفائق في الوثائق- يقال أنه لم يكمله. و منها عثر على وثائق القشتالي و عنوانه – غنية المعاصر و التالي على وثائق القشتالي -. و كتاب – الفروق- في الفقه على نمط الفروق للقرافي. و منها-إضاءة الحلل في الرد على من أفتى بتضمين الراعي المشترك-.
و تولى منصب الإفتاء بفاس التي هاجر إليها. و يذكر البغدادي صاحب –هدية العارفين –أن وفاته كانت بمدينة تلمسان و إذا صح هذا فإنه يكون قد عاد إليها و توفي بها عن سن يناهز الثمانين و يحتاج كتابه – المعيار – الى دراسة خاصة نظرا الى قيمته التي لا تقدر.