دور بني توجين سكان منطقة الونشريس في
الجهاد و نشر الحضارة الإسلامية
من هم بن توجين:
هم أبناء واقين بن بهاء الدين بن محمد و له ثلاثة إخوة هو رابعهم و هم :مزاب و عبد الواد و زروال كما أثبت ذلك ابن خلدون اسمهم بالبربرية – واقين – و بالعربية – بنو توجين – لأنهم ينادوهم بآيت واقين.
جهاد بني توجين :
لما نزل النصارى الإفرنجية بساحل تونس سنة 68 هـ وطمعوا في ملك الحضرة بعث المستنصر إلى ملوك زناتة بالصريخ فصرفوا وجوههم إليه و خف من بينهم محمد بن عبد القوي في قومه ومن احتشد من أهل وطنه و نزل على السلطان بتونس و أبلى في جهاد العدو و أحسن البلاء .و كانت له في أيامه معهم مقامات مذكورة و مواقف عند الله محتسبة معدودة .و لما انتصرالمسلمون و ارتحل العدو عن الحضرة و أخذ محمد بن عبد القوي في الإنصراف إلى وطنه أسنى السلطان جائزته و عم بالإحسان وجوه قومه وعساكره و أقطعه بلد مقرة و أوماش من وطن الزاب و أحسن منقلبه و لم يزل بعد ذلك متعلقا بطاعته مستظهرا على عدوه بالإحياش إليه .
علماء الونشريس :
ينتسب الى الونشريس علماء أجلاء نوابغ لهم تآليف مهمة في جميع العلوم و الفنون قاموا بنشر العلم في تلمسان و فاس و الأندلس أذكر البعض منهم و أبدأ :بالشيخ عبد الله بن محسن الونشريسي المكنى بالبشير الذي كان عضدا أيمن للمهدي بن تومرت في تأسيس دولة الموحدين و كان أكبر مستشاريه .يقول أبو بكر الصنهاجي الذي رافق المهدي في رحلته لما جاء من المشرق ما نصه :
( خرجنا من مليانة نحو وانشريس فنزلنا بالحضرة فوجدنا بها عبد الله بن محسن الونشريسي و يكنى بأبي محمد وكان من الذين سابقوا لبيعته وبعد مبايعته مباشرة بدأ الحرب بينه و بين أعدائه و محاربيه استدعى البشير فأمره بالميز فكان البشير يخرج المخالفين و المنافقين و الخبثاء حتى امتازالخبيث من الطيب و رأى الناس الحق عيانا و ازداد الذين آمنوا إيمانا ورأى الظالمون النار فظنوا أنهم مواقعوها. ثم كلفه المهدي بمحاربة الأعداء فقام بما أمره أحسن قيام سنة 523 هـ. و يذهب ابن خلكان و ابن أبي زرع إلى أن البيعة وقعت سنة 525 هـ و أورد ابن القبطان الميزسنة 519 هـ ) . قال صاحب الدعوة الموحدية : ( كان أحد كبار علماء الونشريس من العشرة الذين أسسوا دولة الموحدين مع المهدي و قد اتصل به المهدي في الونشريس الذي أصبح من أكبر أصحابه .)
و من علماء الونشريس علامة زمانه الشيخ سيدي أحمد بن يحيى الونشريسي قال فيه المقري في نفح الطيب شيخ شيوخنا الإمام الكبير المؤلف الشهير سيدي أحمد الونشريسي). وقد كتب له تقريضا لكتابه نفح الطيب ما نصه : ( خطه عبد ربه أحمد بن يحيى الونشريسي غفر الله له .) و قال الأستاذ أحمد توفيق المدني : ( الونشريس موطن العلامة أحمد بن يحيى الونشريسي صاحب التآليف الشهيرة ) و يقول صاحب البستان في ذكر الأولياء و العلماء بتلمسان : ( العالم العلامة حامل لواء المذهب على رأس المائة التاسعة. أخذ العلم عن شيوخ تلمسان كالأمام أبي الفضل قاسم العقباني وولده القاضي العالم أبي سالم العقباني و حفيده الإمام العلامة محمد العقباني و الإمام الخطيب الصالح الكفيف ابن مرزوق .أكب على تدريس المدونة وابن الحاجب وكان مشاركا في فنون العلم إلا أنه لما لازم تدريس الفقه يقول من لا يعرفه : أنه لا يعرف غيره و كان فصيح اللسان والقلم حتى كان بعض من يحضره يقول : ( لو حضره سيبويه لأخذ العلم من فيه . وتخرج عليه جماعة من العلماء). و قال القاضي عياض في شأنه: ( هو شيخ شيخنا الإمام القاضي سيدي عبد الواحد الونشريسي المولد التلمساني المنشأ و القراءة الفاسي القبر.)
و أورد له رسائل و فتاوى كثيرة وذكر تآليفه و أورد عدة قصائد في رثائه .توفي يوم الثلاثاء 20 من صفر من عام أربعة عشر و تسعمائة .
ومن علماء الونشريس يونس بن عطية بن أشياخ لسان الدين بن الخطيب و كان فقيها فاضلا له عناية بفروع الفقه و ولي القضاء بقصر كتامة .و من علماء الونشريس أبو العباس الونشريسي صاحب المعيار و غيره قال فيه المقري : ( يرحم الله شيخ شيوخنا عالم المغرب الونشريسي ). وقد وصفوا مقرة مقر العائلة بالمغرب بأنها قرية من قرى الزاب بقاف مشددة .
و من علماء الونشريس الفقيه العدل أبو علي الحسن بن عثمان بن عطية الونشريسي من أهل الحساب و القيام على الفرائض و العناية بفروع الفقه و من ذوي الغضل يقرض الشعر و له أرجوزة في الفرائض و قال ابن الأحمر في حقه : ( هو شيحنا الفقيه المفتي المدرس القاضي الفرضي الأديب و مولده في حدود أربعة و عشرين و سبعمائة ) و قال المقري أيضا في حقه : ( الفقيه المدرك الأستاذ في فن العربية ).
الشيخ سليمان داود بن يوسف