هو قدور بن سليمان بن التهامي بن صافي بن لخضر بن محمد بن خليفة بن عبد القادر بن سليمان الذي يرجع نسبه إلى السيد الحسن السبط بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ولد سنة 1909 بأولاد بن عبد القادر بعرش اسلي. تعلم القرآن الكريم بمسقط رأسه بأولاد بن عبد القادر على يد أبيه سليمان ثم انتقل إلى بقعة السعايدية لإتمام حفظه بمسجد الشيخ قدور العابدي من أولاد سيدي بوزيان بالونشريس وعمره 04 سنوات توجه بعد ذلك إلى زاوية بخميس مليانة ليدرس مختصر خليل بن إسحاق المالكي، في الفقه و بعض شروحه .
وروي أنه سافر إلى بوسعادة لأنه سمع بكثيرة زواياها فوصل إلى زاوية بن عزوز ، ثم زاوية الهامل فدرس متن الأجرومية لمؤلفها عبد الله بن أجرم ، ثم
أتم حفظ ألفية بن مالك في النحو و لامية الأفعال مع شرح الماكوردي عليها و بعد 04 سنوات من تلقي العلم بالزاويتين توجّه عائدا إلى خميس مليانة لينطلق منها إلى بني راشد ثم الصُبحة ، بني زعة بوادي سلي ليرجع إلى مسقط رأسه بعد ما تحّصل على الإجازة العلمية التي تؤهله للتدريس في مساجد المدينة فدرّس بعدة منها بطلب من أهالي المدينة الواثقين في علمه .
في سنة 1947 أشرف الشيخ قدور بن سليمان على مسجد عامر بالطلبة يعلّم فيه القرآن الكريم و اللغة العربية و علوم الفقه و قد بُني هذا المسجد
خِصِّيصا له .
في نوفمبر 1956 ألقي عليه القبض و حكم عليه بالسجن واقتيد إلى سجن العبور و التصفية بالشلف ، ثم أودع سجن البرواقية و بقي فيه حتى سنة 1960 تاريخ الإفراج عنه و مٌنع من الإقامة بمنطقة السعايدية فانتقل إلى مدينة الشلف حيث بُني على شرفه مسجد آخر بحي الزمالة
في سنة 1964 اختارته مفتشية الشؤون الدينية بالأصنام برئاسة الشيخ البودالي من بين الطلبة الأئمة المتربصين بمعهد تكوين الأئمة بعين طاية وقد تحصّل فيها على الرتبة الثانية و بعده عين إماما خطيبا بمسجد تنس الجديدة في سنة
1956 .
انتقل سنة 1982 إلى مسجد قالول ، ثم إلى مسجد الشعارير بتنس حتى بلغ سن التقاعد ،عمل بعدها إماما متقاعدا بواد قوسين لمدة سنتين ثمّ تفرّغ للإمامة و التدريس الحر و أصبح عضوا في لجنة انتقاء و اختيار الأئمة و المؤذنين و مشرفا على تكوين الأئمة بمسجد عكاشة و قد أكرمه الله بزيارة مكة المكرمة مرتين الأولى سنة 1976 و الثانية سنة 1985 و يروي أنه قد أفتى هناك في مسألة الرمي بعد الزوال بمذهب الإمام مالك و أبي حنيفة و المشهور جدا عن الشيخ قدور بن سليمان أنه أفتى بترك السنة المؤكدة للأضحية و مساعدة المنكوبين لاعتبار ه فرضا .
توفي الشيخ قدور بن سليمان يوم الاثنتين 04 فيفري 2002 تاركا وراءه مكتبة متنوعة التخصص وقيمة المواضيع .