سيدي الحاج بن شرقي ( الحاج المشرقي ) صاحب زاوية العطاف
وقصيدة في شمائله للشيخ عتبة الجيلالي العطافي
من كتاب " سلسة الأصول في أبناء الرسول" للشيخ عبد الله بن محمد حشلاف
ثم الفرع السادس مولانا داود بن مولانا إدريس. قال جامعه: وأما الفرع الكريم، ذو المجد الصميم، والقدر الفخيم، السيد داود بن الإمام مولانا إدريس، فكان أخاه الإمام محمد ولاه على بلاد تازه، وما والاها، ثم بدا له في القيام عليه والدعاء لنفسه ولم يزل على ذلك إلى أن توفي رضي الله عنه.
فخلف ثلاثة أولاد وهم محمد وأحمد وعبد الرحمن، ومنهم تفرعت غصون شجرته وأثمرت، فمن مشاهير فروعه أولاد بوعنان والدباغيون والقصاريون والتونسيون والشرفاء الرويشون وأولاد جبارة كلهم لهم شهرة بالمغرب الأقصى وبعضهم بفاس وأولاد بن ثابت بتلمسان وبعضهم بفاس وممن اشتهر صيتهم وشاع وذاع شرفاء مجاجة أهل العرض المصون والدين المتين.
فمنهم ولي الله وخليفته في أرضه ذو الكرامات العديدة والفضائل المديدة رئيس الطريقة الشاذلية الشيخ البركة الزاهد الناسك شهير الضريح والزاوية ببلد العطاف ببطحاء وادي شلف أستاذنا حاج الحرمين الشريفين الحاج المشرقي بن الحاج قدور بن سيدي قويدر من حفدة الولي الصالح أحمد بن عبد الله دفين بطحاء وادي شلف بقرب الأصنام، فكان رضي الله عنه صواما للدهر قواما لليل مداوما على الذكر والوعظ والزهد والزهادة فكان رضي الله عنه ازداد من أبيه المذكور وأمه الست محجوبة بنت البركة الشيخ السيد الحمياني وذلك في عام 1239 ألف ومائتين وتسعة وثلاثين من الهجرة وفي 1245 توفيت والدته وهو إذ ذاك عمره ست سنين وبقي في حجر أبيه إلى أن بلغ سبعة عشر سنة فقدمه للمكتب فقرأ القرآن العظيم في بلدة العطاف الشراقة في عرش عز الدين فوجده رجل من السياح في المكتب فوضع يده على رأسه وهو في وسط الطلبة وقال له:" هذا الرأس ستدخل تحته رؤوس كثيرة " وقال للمعلم :" احفظ بالك مع هذا الصبي " وأوصاه عليه.
وفي 1250 رفعه والده لجامع سيدي بالعربي الشريف من أسباط سيدي أحمد بن عبد الله أيضا فبقي عنده وسافر أبوه إلى بيت الله الحرام لأداء فريضة الحج وذلك في عام 1260 فحج ورجع ثم عاد إلى الحج ثم رجع ثم عاد إلى الحج ومات هناك تغمده الله برحمته الواسعة وحين توفي والده كان عمره اثنان وعشرون سنة وقد حفظ القرآن العظيم فحينئذ زوجه سيدي بالعربي المذكور ابنته وبقي معه في محله فكانت سيرته مع شيخه والطلبة كسيرة الخادم مع سيده بحيث نفسه قتلها والدنيا طلقها وبهذا التواضع بلغ الدرجة العالية عند الله وعند عباده:
فمن كان في حالاته متواضعا مع الله عزته جميع البرية
ودام على هذا التواضع إلى أن مات شيخه فبقي يعظم أولاده ويكرمهم غاية الإكرام ويبذل لهم الدنيا من وسعه حيث انقادت له وهو عنها غير راض، وبقوا أولاد الشيخ في نفقته إلى عام 1316 وتوفي الشيخ البركة السيد الحاج علي بالعربي فأمر ببناء قبة على ضريحه الشريف لتحققه بصلاحه وولايته، فكان سيدي الحاج علي المذكور يدرس العلوم ومعتكفا على إفادة الطلبة وإرشاد الخلق ولجامع هذا الكتاب معه حكاية ونعدها له كرامة فكان قدس الله سره ذات يوم من الأيام قال لي اترك قراءة القرآن واشرع في قراءة العلم فإنه مكتوب بين عينيك وإذا نحضر دروسي فلا تتجاوز السنة وتبلغ مقصودك ونجيزك ولكن بشرط أن تمكنني من بعض الأسماء حيث كنت نتعاطى فأذنت له في بعض الأسماء فحصل على مرغوبه وقد فاه به لبعض الطلبة بوطنه، وأما نحن فبلغت المقصود ولكن عند غيره وكذلك كان قال لي مثله الأستاذ الشيخ السيد الحاج المشرقي بأن قال لي اترك قراءة القرآن واشرع في قراءة العلم وكرر لي ذلك مرات فامتثلت أمره وتوجهت لمازونة فحصلت المقصود.
ونرجع لما نحن بصدده فتمادى الأستاذ على عادته لإكرام أولاد شيخه فبقي سيدي الحاج أحمد بن الفقيه إلى أن توفي في عام 132؟ وكان الأستاذ رضي الله عنه تمسك بالطريقة الشاذلية عن الشيخ البركة سيدي عده بن غلام الله بواسطة السيد الحاج محمد البوعبيدي دفين العطاف المتوصل نسبه بسيدي أبي زيد ثم بعد وفاة سيدي عده أخذ الطريقة على الشيخ سيدي محمد الموسوم دفين قصر البخاري وكما أخذها على سيدي محمد بن أحمد دفين أندات.