مدينة تسمسيلت هي في الأصل كلمة بربرية مركبة من جزأين، وتعني"
غروب الشمس" (
تيسم: غروب،
وسيلت:الشمس) أطلقها السكان القدامى على المنطقة، وهي تسمية كانت ترمي إلى إبراز روعة وجمال منظر غروب الشمس.
وأثناء الاحتلال الفرنسي وضع الفرنسيون تسمية جديدة وهي فيالار، ثم أرجع الاسم القديم وهو تسمسيلت بعد استقلال الجزائر.
ومدينة تسمسيلت تقع بالهضاب العليا، تتميز بموقعها الإستراتيجي الهام، بوجودها على مقربة من مدينة الجزائر بحوالي 220 كم شمالا، وتقع بوابة على الجنوب حيث تيارت والجلفة، وشرقا جبال المدية، وغربا غليزان.
تسمسيلت لها تاريخ عريق يتجلي من خلال الآثار التي اكتشفت في عدة مواقع من ربوع جبال الونشريس، مثل بكابة، وعين الصفا وتازا، والاحتلال البزنطي للمنطقة جرى في الفترة الممتدة ما بين 534 ـ 597م، وفي عهد حكم الدولة الرستمية التي جعلت من تيهرت عاصمة سياسية حيث أصبحت تسمسيلت تابعة لعامل تيهرت آنذاك.
وتعاقب على حكم تسمسيلت الدولة الفاطمية والحمادية والمرابطين والموحدين والزيانيين، وثم في الأخير الدولة الجزائرية تحت راية الخلافة العثمانية.
في عهد الاحتلال الفرنسي أصبحت تسمسيلت مركزا إداريا عام 1880م ثم بلدية كاملة الصلاحيات تابعة لمقاطعة مليانة سنة 1942م وكان لجبال الونشريس دور هام في تحصين المنطقة بداية مقاومة الأمير عبد القادر الذي اختار من منطقة تازا مركزا له فأنشأ قلعته.
تحافظ تسمسيلت بعاداتها وتقاليدها كأعراس الزفاف والختان والوعدة مع إحياء المواسم الدينية كالمولد النبوي وعاشوراء وتقدم أطباق مثل الكسكسي، والمردود والمسمن والرفيس والحموم والفطير والمبسس والحامضة والبغرير ..إلخ.
تتميز ولاية تسمسيلت بطابعها الفلاحي والغابي والرعوي وتختص بإنتاج الحبوب والأعلاف الجافة وتربية المواشي، ويقدر مخزون المياه بما يفوق 38 مليون م3، يتمثل في المياه الجوفية والسطحية والمجمعة عبر سدود كل من سد كدية الرصفة وسد المغيلة وسد بوقارة، مع أن طاقة استيعاب السدود يصل إلى 90 مليون م3.
ويعقد في تسمسيلت كل عام المهرجان الوطني للشعر الملحون والأغنية البدوية وطبع كتاب يخص مقتطفات من الشعر الشعبي الذي جرى من 7 إلى 10 ديسمبر 2005 واخترت قصيدة للشاعر "تباق الحاج" من تسمسيلت ومن هذا الكتاب قال في مطلعها:
شعلت نار الشوق فيا عشاق *** اقدات وخلاتني بالقهر اتزيد
هذا الحب اتقول حرب العراق *** تندهت وصابر على موال الكيد
مالي صابر يا حبابي حبي طاق *** وخلخلني بزاف المحبوب أعتيد
جربتوا واصبحت في المحنة تواق *** وابكيت اهمومي وجاني الحال بعيد