- قاسم كتب:
- شكرا على المعلومة
شكرا على المرور وإليك بقية الترجمة:
وأسلافه الكرام ـ رضي الله عنهم ـ لهم درجة عالية في العلم، وقد توسل بهم صالح زمنه العلامة أديب الدين والدنيا سيدي عبد الله بن حواء الرقيق ( بالتصغير والقاف المعقود )، كما توسل بغيرهم من علماء القرن التاسع فقال:وبذوي العلوم والعناية *** والرقي في معارج الولاية
سيدنا علي البهلول *** ووارثيه الجلة الفحول
يعني بوارثيه سيدي محمد بن علي المجاجي وأخاه سيدي أبى علي، وله أحفاد من أولاده على قدمه في الجود والكرم وحسن الخلق والمروءة والتواضع لخلق الله، ولا تخلو زاويتهم من علم، وقد ساقتنا إليها الأقدار سنة 1249 هـ فلقينا بها عالمين جليلين، وثالثا جزائريا هاجر إليها يسمى بالقاسم البزاغتي، وبين أهل مجاجة والمشارفة أخوة صالحة في القديم لعلها كانت بمصاهرة.ومن نظم سيدي محمد بن علي رضي الله عنه قوله:لقد فاز أهل الجد بالصدق والوفا *** فحول رجال الله في حضرت القدس
أجل دأبهم حسب الإله وطوعه *** وقد أعرضوا زهدا عن الجن والإنس
وأنفسهم تسموا على كل رتبة *** وغابت عن الأكوان والعرش والكرسي
فليس لهم في غير ذي العرش مطلب *** وما عندهم ( إلا ) التلذذ بالأنس
من الملك الحق المبين مقامهم *** مكين علي قد تجلى عن الدوس
أنالهم المولى الكريم كرامة *** فمكنهم فضلا من المنح والحبس
يحق لمن ولاهم جر ذيله *** وفي حلل يزهو فلن يخش من بأس
فلا فرق في أحكامها بين سالك *** مرب ومجذوب وحي وذي رمس
وذي الزهد (والتقوى) فالكل كامل *** ولكنما البدور ليست كما الشمس
فبعض يسمى بالنقيب وبعضهم *** يسمى النجيب فادر كلا بلا نقس
وبعض بأعمد وقطب جميعهم *** هو الغوث في القول الأصح لذي الحس
مراتبهم تفاوتت بمواهب *** فصولا وإنما الولاية كالجنس
أسادتنا عبيدكم جاء قاصدا *** إليكم يريد العون منكم على النفس
بأذيالكم أهل الوداد تعلقي *** وفي حبكم طيبي وفي ذكركم أنسي
أيا ليتني أفوز منكم بنظرة *** فأغنى عن الأكوان طرا بلا خنس
بكم يغتني المريد عن كل كائن *** ويصبح في المعنى وفي الحس في جفس
فكم سالك دللتم طرق سلكه *** وأنزلتموه منزل القرب والأنس
وكم من وضيع قد رفعتم وفاجر *** وضعتم وجاهل بكم عالما ( يمسي)
وكم من لهيف قد أغثتم وكربة *** كشفتم كمثل الظل في الأرض بالشمس
وكم من خائف أمنتم من مهالك *** وقايتكم تغني عن الدرع والترس
وكم من حزين قد تبدل حزنه *** سرورا بكم في الحين يفخر ذا عرس
وكم من عليل قد تأذى بسقمه *** بجاهكم يشفى من الداء والبأس
وكم من فقير جاءكم يشكو فقره *** فجدتم أساداتي بما هو كالطيس
لقد خاب من لم يتعلق بذيلكم *** فيا ويح من تعرض لكم بالكرس
فكم قادح سلبتم من إيمانه *** وكم ظالم قصمتموه على الحس
فطوبى لمن قد فاز منكم بلحظة *** وشيد من لا حظتموه على الأوس
بجاه النبي الهاشمي محمد *** وأصحابه أهل الصفاء بلا دنس
إلهي بجاه هؤلاء وجاههم *** وقدرهم لديك والعرش والكرسي
توسلت ارحم والدي اعف عنهما *** وأسكنهما الجنان فضلا بلا بخس
ونلني توفيقا عليه توفني *** ورزقا به أغني على كل ذي نفس
كفاية أشرار الخلائق كلها *** وسترا على الدوام من أجمل اللبس
وثم صلاة الله ثم سلامه *** على خير خلق الله في الغد والأمس
ا . هـ
وقد سأله العلامة مفتي الجزائر سيدي الحاج محمد المطماطي عن حكم الله في العبيد من المسلمين بقوله:الحمد لله حمدا بالآلاء حوى *** على الرسول صلاة ما بدا البلج
يا سادتي فقهاؤنا اكشفوا كربا *** ثوى سواد الفؤاد ما له فرج
عم الأقاليم أمره وليس له *** من الأدلة ما تصفى له المهج
بأي وجه نرى استخدام أعبدنا *** والخير فيهم بدا منهم لنا سرج
كيف التملك والرسول أخبرنا *** بعد الشهادة لا ملك ولا حرج
إذ قد بدا فيهم الإسلام قبل فما *** لملكهم من سبيل لا ولا نهج
يأتون قد عرفوا الدين معالمه *** على التأسي بنهج الشرع قد عرجوا
وإنما لسماع جلب بعضهم *** بعضا عداوة بينهم لها لجج
إن كان شأنكم العلم فدونكم *** نظما سؤالا لكم يهدي لنا حجج
فيكم شفاء الغليل إن شكوت لكم *** فمرهم النص يبري من به سفج
وليس من شرطه رد مجانسة *** فالنظم والنثر يشفى بهما الفج
ثم الصلاة على المختار ما غربت *** شمس بأبرحها وصالت الحجج
فأجابه الشيخ سيدي محمد بن علي أبهلول رضي الله عنه وعنا به آمين بقوله:الحمد لله مبدي الحكم للحكم *** ومظهر الحق والحق له حجج
ثم الصلاة على من بشريعته *** يلوح نور الهدى ليبطل الهرج
وبعد فالمنع للملك محجته *** بسمط نثرك مثل الدر يبتهج
فسبق إسلامهم للملك يمنعه *** وما إليه سبيل تبتغي المهج
إذ لا يسوغ لنا بالرق ملكهم *** والقلب منهم بالإيمان ممتزج
قد نص من علمت بالحلم رتبته *** عليه فالقلب بالصواب مبتهج
ومن يجيب بأن الأصل كفرهم *** فليس في ملك مسلميهم حرج
فلتردنه بأن الأصل حجته *** قد بطلت بانتهاج نهج ما لهجوا
إذ حيث ما ثبت النقل عليه فلا *** يعبأ به وبذا أهل العلم قد لهجوا
ومن يرى حدث التقليد تكذبه *** حلية الملك إذ للكفر قد خرجوا
فقول ذا غير مقبول وحجته *** ليست بمرضية وما لها أرج
فكيف يقبل قول أو يباح به *** ملك جميع عوام الناس ذا سمج
فرد ذا القول يكفي فيه ما شرحوا *** أهل الكلام فهم لجمعنا سرج
أمن يريد الهدى والرشد يطلبه *** ومن يريد النجاة ما بدت لجج
فالمنع في الدين والدنيا النجاة وقد *** دلت دلائله وشهدت حجج
ولو وجدت نصيرا أو يساعدني *** قمت بنصرتهم وإن بدا الهرج
أسعى سريعا بسيف النصر مجتهدا *** في فكهم من رباق الرق ينزعج
فليت ساع على ذا القصد يسعفني *** وليت ساع لعل الكرب ينفرج
إليه أشكو إله العرش من كرب *** إذ ليس يدركني من غيره فرج
ثم الصلاة على المختار سيدنا *** خير الخلائق ما قد انتهى الفلج
وله أيضا في ألقاب الإعراب والبناء :من يبتغ العز (يرفعن) همته *** بـ(الضم) عن كل مخلوق يرى عجبا
وبين عينيه (ينصبن) منيته *** بـ(فتح) باب لليث الموت قد نصبا
بذا (يجر) لها النفع مجاهدها *** فإن عصته رمى بسهمه عذبا
و(اجزم) على اللهو نفسك إذا اضطربت ***وبـ(السكون) يكون الجزم خذ أدبا
إعراب هذا الذي قدرت خذ يا فتى *** لم يعربنه كذا من نحوه صعبا
أعرب به كل فعل قد بدا فترى *** منه قبول إله العرش قد قربا
نظم الحقير الذليل عند مالكه *** محمد بن علي ملجأ الغربا
رب العباد توسلت بأحمد أن *** تغفر ذنوبي وذنب الوالدين حبا
صلى عليه إله العرش ما برزت *** دنيا وأخرى بالحبيب صبا
ا.هـ من خط الأخ في الله الشيخ محمد الونوغي مفتي الأصناب ملتمسا مني إدراجه في ترجمة سيدي محمد بن علي ، وهذه رسالة الالتماس:"العلامة الشيخ الحفناوي بن الشيخ ومن شملته حضرتكم الشريفة السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، وبعد: فإن محب الجميع السيد الحاج بوطيبة يطلب من فضلكم أن تصححوا له منظومات لجده الولي الصالح العلامة سيدي محمد بن علي وتلميذه سيدي سعيد قدورة الجزائري وغيرهما، وبعد أن تحرروها يرجو منكم إثبات بعضها في ترجمة جده المذكور إن تمكن لكم، وهاهي في الأوراق كما وجدت في الأصل المنقول منه، ولكم الأجر التام أعانكم الله على مقاصدكم الخيرية والسلام من محبكم الوانوغي بن أحمد أبي مزراق المقراني والآغا السيد الحاج أبي طيبة."أقول: من ذرية سيدي محمد بن علي معاصرنا الفاضل الوجيه والأديب النبيه الآغا السيد آمنة الحاج أبو طيبة، رجل تقلب في المناصب الدولية وترقى فيها إلى رتبة الآغوية، ونال بصدقه في الوظيفة وسامات الفخر والتشريف من أولها إلى رتبة التطويق، وله أدب فائق، وتواضع مطلوب، وسياسة نافذة عند الحكومة والرعية، وأولاد صالحون مثله متعه الله بحياتهم،وأدام وجوده لهم آمين.وله ابن عم عالم محبوب في الناحية، كريم الطبع بشوش عليه رونق العلم والمعرفة، وهو الشيخ محمد بن عشيط، صاحب محاضرة حسنة وفقه ظاهر، يستحضر نص خليل بسرعة، وله مشاركة في الفنون المعهودة ببر الجزائر، واجتمعنا به مرارا فكنا نستأنس منه بما كان عليه فقهاؤنا من الهيأة الممتازة عن العوام، ويذكرنا الأوائل بأقواله وأحواله، كما يذكرنا الآغا السيد الحاج أبو طيبة بزيه المستطرف تواضع الأشراف وترفع الكرام، أحيانا الله وإياهم في عافية وصحة وافية، وأعاذنا من شر الحساد، آمين.الترجمة منقولة حرفيا من كتاب" تعريف الخلف برجال السلف" لأبي القاسم محمد الحفناوي الجزء الثاني، صفحة 279 دار موفم للطباعة والنشر