كان ابن باديس غالبا ما يقوم إلى جانب التعليم برحلات يجوب فيها البلاد من الشرق إلى الغرب و من الشمال إلى الجنوب داعيا الجزائريين إلى مناصرة برنامجه و مؤازرته في عمله و كان ذلك يحشد الطاقة البشرية و المادية و يعبئها و يؤسس الجمعيات المحلية التي كانت تضطلع بإنشاء المدارس الحرة و تنهض بأعباء التعليم .و توقف في إحدى رحلاته تلك بمدينة الأصنام لا لأن- بيجوBUGEAUD- فيما يبدو قد أطلق على هذه المدينة كرمز سياسي اسم –أورليان فيلORLANS VILLE –تنويها بنجل لويس قيليبLOUIS PHILIPPE –دوق أورليان –الذي مات في حادث بباريس .بل لأن في المدينة مفتيا اسمه الشيخ –ونوغي بومزراق –و لم يكن هذا الشيخ سوى نجل بوزراق المقراني الذي نفته محكمة الجنايات في قسنطينة بعد ثورة سنة 1871 إلى قلاع –كاليدونيا الجديدة –و الذي عاد من منفاه سنة 1904 لتوافيه المنية بعد عام من عودته تلك لدى ابنه المفتي بمدينة الأصنام .
دارت بين المفتي و الإمام ابن باديس محادثات طويلة تناولت التاريخ و تاريخ آل المقراني و ظروف كفاحهم بالاشتراك الوثيق مع الطريقة الرحمانية .
هكذا كان ابن باديس يعني عناية خاصة بمسألة المقاومة الذي سلكه الشعب الجزائري و كان يرى في تلك المقاومة الصامدة و مواجهة المحتل الغاصب برهانا قاطعا على مدى تمسكه بالإسلام .