الشلف
فقيه آخر ينتقل إلى جوار ربه
الشيخ عبد القادر سعيدي في ذمة الله
توفي يوم الإثنين الماضي بالشلف الشيخ العالم سي عبد القادر بن أحمد سعيدي المجاجي عن عمر يناهز 75 سنة حيث شيع جثمانه في نفس اليوم، تاركا وراءه فراغا كبيرا يصعب ملؤه.
فقد تتلمذ رحمه الله على يد الشيخ سي قدور بشاوي المعروف بغزارة علمه وورعه في مسجد " سيدي أمحمد بن علي " بمجاجة، فحفظ القرآن الكريم ودرس علوم اللغة والشريعة من حديث وفقه.
انضم إلى جمعية العلماء حيث قام بالتدريس في المدرسة الخلدونية بالشلف وزاره الشيخ العلامة البشير الإبراهيمي سنة 1952 م فأعجب به اعجابا كبيرا وقال عنه:" هذا تلميذ الشيخ سي قدور المجاجي فكيف بنا بأستاذه؟" وما زال أصدقاء المرحوم يحفظون هذه العبارة، وقد رواها لنا أحدهم الذي أكد لنا أن الشيخ عبد القادر السعيدي قام بعد ذلك بإنشاء مدرسة حرة في حي الحرية بالشف " الفيرم سابقا" لتعليم القرآن الكريم وقواعد اللغة العربية والعلوم الشرعية ، وفي سنة 1957م ألقت السلطات الفرنسية عليه القبض وأدخل السجن وعذب عذابا شديدا لإنتمائه إلى جبهة وجيش التحرير وطيف به في شوارع المدينة مقيد اليدين وأعلن في مكبر الصوت أنه ارهابي، وظل في السجن إلى غاية 1961م حيث تم الإفراج عنه.
وبعد استرجاع الإستقلال عين امام بالمسجد الكبير بالشلف وكلف بالإشراف على تكوين الأئمة إلى أن أحيل على التقاعد سنة 1992م ولكنه ظل ملازما للمسجد مساهما في التكوين، وقد كان صديقا حميما للمرحوم الشيخ المهدي البوعبدلي الذي يحل ضيفا بمنزله كلما زار المنطقة، كما أنه درس مع الشيخ الجيلالي الفارسي والشيخ محمد المجاجي والشيخ أمحمد الهاشمي رحمة الله عليهم، الذين رحلوا في السنتين الأخيرتين ولا يوجد حاليا من يعوضهم حتى أن أحد المواطنين قال لنا أن ذهاب هؤلاء العلماء دون أن يكون لهم خلفاء أمر مفزع فماذا يبقى لنا عندما نفقد أهل العلم والإصلاح . ج.س
نشر هذا المقال بجريدة الجمهورية العدد 10240 يوم الخميس 19 أكتوبر 1995م.