يقول الشيخ عتبة الجيلالي بن عبد الحكم في كتابه المرآة الجلية صفحة 162:
وبعد موت السيد محمود'1' تولى الإفتاء الفقيه العلامة السيد الحاج محمد المقراني الوانوغي، وهو من أشراف وانوغة، وقد سمعت منه نفسه أنه من نسل سيدي أبي زيد بن علي وهو الجد الجامع للقطب السيد محمد بن أبي القاسم وعائلته الهاملية.
قرأ السيد الوانوغي وتخرج من زاوية الهامل، ومن مشايخه المرجوم السيد بن محمد عبد الرحمن الديسي الضرير، ولما أجيز في الفقه والنحو والمعقول دعته الدولة'2' كاتبا بدار الولاية في جريدة " المبشر" ثم سمي إماما بالقليعة، ثم سمي بالأصنام مدرسا إلى أن تقاعد السيد محمود فسمي أيضا مفتيا يجمع بين الوظيفتين، فقام بالتدريس في الفقه وفي مبادئ النحو وفي علم الكلام، ثم دعته الدولة في حرب سنة 1914م إلى العاصمة فرانسة ليقوم بمصلحة موتى الحرب من المسلمين من الصلاة عليهم وتلقين الشهادة لهم والأمر بتغسيلهم.
وبعد تمام الحرب رجع إلى وظيفته، ولما كونت الدولة " الجمعية الدينية" التي يرأسها الآن السيد ابن زكري سمي بها عضوا.
وأوصاف السيد المقراني الوانوغي محمودة إذ له كرم حاتمي ينزل عنده الغرباء ويؤمه العلماء فيكرمهم، بما يسرهم من البشاشة وتعطير المجلس بالحكايات النادرة وذكر المسائل الشاردة جزاه الله خيرا" ا.هـ
الهوامش:1 - السيد محمود أول مفتي بالأصنام وأصله من معسكر.
2 ـ يقصد بالدولة الحكومة الفرنسية.